17/08/2021 - 10:19

شهادة السينمائيّين الفلسطينيّين في زمن الحرب | أرشيف

شهادة السينمائيّين الفلسطينيّين في زمن الحرب | أرشيف

أرشيف وحدة أفلام فلسطين (1974)

 

المصدر:  «مجلّة أدب ونقد».

الكاتب(ة): د. محمّد كامل، سمير نمر.

زمن النشر: آب (أغسطس) 1986.

 

أربعة أعوام مضت على الهجوم الإسرائيليّ على لبنان وحصار بيروت، ثمّ خروج المقاومة الفلسطينيّة منها بصدّ حصار استمرّ سبعة وثمانين يومًا، قاومت فيها المقاومة الفلسطينيّة والقوى الوطنيّة اللبنانيّة ببسالة شديدة، وقدّمت درسًا بليغًا للنظم العربيّة المتخاذلة، والّتي ما زالت تتعامل مع العدوّ الصهيونيّ باعتباره عدوًّا لا يُقهر، وتضع العراقيل أمام المقاومة الشعبيّة الطويلة المدى في مواجهته. لقد كان وما زال نموذج المقاومة الباسلة لقوّات الثورة الفلسطينيّة والقوى اللبنانيّة، نموذجًا رائعًا للقدرات الّتي تملكها الشعوب العربيّة، وإحدى الصفحات الناصعة في تاريخها، وهو الأمر الّذي يستمرّ تجاهله حتّى الآن والتمويه عنه، فعلى الرغم ممّا حدث، ما زالت الولايات المتّحدة الأميركيّة من وجهة نظر هذه الأنظمة، هي الّتي تملك تسعة وتسعين بالمئة من أوراق الحلّ لمشكلة الشرق الأوسط، وهو ما يعبّر عن فهم هذه النظم لطبيعة الصراع العربيّ الإسرائيليّ ومأزقها التاريخيّ وعجزها عن المواجهة… أربعة أعوام لم يجر فيها إثبات عجز هذه الأنظمة فحسب، بدءًا من الصمت على مذبحة صبرا وشاتيلا الّتي أعقبت خروج المقاومة الفلسطينيّة من لبنان وحتّى قصف مقرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة في تونس، بل وعلى وجه التقريب، سجّلت شهادة وفاتها وعدم أهليّتها لقيادة شعوبنا، وفي الذكرى الرابعة للهجوم الإسرائيليّ على لبنان، توقّفت أمام هاتين الشهادتين الّتي حصلت عليهما منذ أكثر من ثلاثة أعوام، لاثنين من السينمائيّين الفلسطينيّين الّذين لعبا الدور الأكبر والأكثر أهمّيّة في رصد وتسجيل وقائع المعارك والحصار في لبنان، متسائلًا: هل أصبح ما حدث منذ أربعة أعوام تاريخًا بعيدًا إلى هذا الحدّ؟ في الوقت الّذي تصبح فيه تواريخ هزائم النظم والجيوش العربيّة منذ عام 1948 وحتّى الآن، هي التاريخ القريب المستمرّ الّذي يواجهنا دائمًا ويجري الترويج له بكافّة الصور والأشكال على المستويين السياسيّ والإعلاميّ لتأكيد العجز وعدم القدرة على المقاومة.

وكيف مرّت هذه الأحداث الهامّة وانمحت أو كادت أن تنمحي من خارطة الصراع مع العدوّ الصهيونيّ؟ وأين التجربة الفعليّة التاريخيّة لما حدث… تجربة وخبرة المقاومة الشعبيّة في أروع الصفحات من التاريخ المعاصر للشعوب العربيّة؟ لقد مزّقت الخلافات المستمرّة، لا بين النظم الرجعيّة فحسب في العالم العربيّ، وإنّما أيضًا الخلافات بين النظم الّتي تأخذ اتجاهًا أكثر تقدّمًا في هذه الصفحات الرائعة من نضال شعوبنا، ولقد تدخّلت جميع الأطراف على وجه التقريب، لتعديل تاريخ هذا النضال الباسل للمسار الّذي ترمي إليه، وجرى تدوينه أو على الأصحّ تزويره بمختلف الأشكال والصور ليناسب هذا الظرف أو ذاك، وعلى الرغم من ذلك، تظلّ وقائع هذا القتال وخبراته وتجاربه هي الحقيقة التاريخيّة الوحيدة الّتي كانت موجودة، بصرف النظر عن أصحابها ومساراتهم المختلفة فيما بعد، كما يظلّ التمزّق والشتات في صفوف المقاومة تمزّقًا وشتاتًا بصرف النظر عن دوافعه وأهدافه. لنعد إذن للحقيقة، وإلى وقائع التاريخ القريب لنصرة خبراته وتجاربه، ولنأخذ شهادات كافّة الأطراف، على الأخصّ المقاتلين الّذين سجّلوا صفحاته الرائعة بالدم والنار والنور.

 

شهادة سمير نمر

من سينمائيّي الثورة الفلسطينيّة الأوائل الّذين بدأوا مع بداية السينما الفلسطينيّة، أسهم بجهده كمصوّر ومخرج سينمائيّ في إنجاز معظم أفلام مؤسّسة السينما الفلسطينيّة، قدّر له أن يكون السينمائيّ الّذي يقوم بالدور الأكبر في تسجيل وقائع القتال في بيروت أثناء الحصار منذ اليوم الثالث لبداية الهجوم الإسرائيليّ، حتّى خروجه مع المقاومة متابعًا تسجيل الوقائع والأحداث الّتي تلت ذلك.

***

 

كنّا مشاركين بمهرجان طشقند السينمائيّ عام 1982، وبعد العودة إلى موسكو في يوميّ 3 و4 حزيران (يونيو)، اتّصلنا بمكتب منظّمة التحرير الفلسطينيّة بعد عودتنا من طشقند، وما أن وصلنا إلى بيروت، وقمنا بالتنسيق مع المجموعة هناك، وفي اليوم التالي وصلنا إلى دمشق عرفنا الأخبار، كان الإسرائيليّون يهاجمون برًّا وبحرًا وجوًّا على عدّة محاور، وخلال ثلاثة أيّام كانوا يقاتلوننا على سبعة محاور، وحسب معلوماتنا الأوّلية، كان هناك إنزال لقوّات إسرائيليّة في جبل الشوف، وهو مكان ليس لنا تواجد عسكريّ فيه، ممّا سهّل عمليّة التقدّم في اتجاه المرتفعات، وفي الخامسة والنصف صباحًا، كانت القوّات السوريّة تتقدّم عبر سهل البقاع، وشاهدنا متطوّعين عربًا وصلوا لتوّهم إلى مطار دمشق، ويحاولون بكافّة الوسائل الالتحاق بالقوّات الموجودة في البقاع، كنّا مع مجموعة من المتطوّعين القادمين من عمّان والكويت، وقرّرت أنا وأبو ظريف أن نتوجّه إلى بيروت، علمًا بأنّ إذاعة العدوّ الصهيونيّ كانت تؤكّد على احتلال مناطق متعدّدة قبل أن تصلها قوّاته، وللأسف فإنّ بعض الإذاعات المحلّية شاركت في عمليّة التضليل الإعلاميّ.

سمير نمر

ووصلنا إلى منظقة شتورا واكتشفنا أنّ الطريق مقطوع والقصف ينهال عليه، وبعد نصف ساعة، شاهدنا سيّارة مرسيدس تحاول أن تستكشف إذا كان الطريق مفتوحًا أم لا، وكان بالسيّارة أسرة متّجهة إلى بيروت، وعرضنا عليها أن نصحبها إلى هناك، فأوصلنا إلى عاليه، وكان القصف مستمرًّا على الطريق، ثمّ أخذنا سيّارة ثانية من عاليه في اتّجاه بيروت عن طريق خالدة، وكان الاشتباك أيضًا حاميًا فوق خالدة، وكان التراشق بالمدافع شديدًا، وشاهدنا قوّات الحركة الوطنيّة اللبنانيّة والمقاومة الفلسطينيّة وهي تعزّز مواقعها، وتردّ قوّات العدوّ الصهيونيّ، وباعتبار أنّنا لم نتمكّن من الحصول على كاميرات من دمشق، قرّرنا الوصول إلى بيروت بسرعة، وهناك نرتّب معدّاتنا وأنفسنا، كنّا نخشى أن يسرقنا الوقت وينقطع الطريق، وهذا ما حدث بالفعل بعد دخولنا بيروت مباشرة.

وفي بيروت وجدنا أنّ كاميراتنا الأساسيّة لا تعمل، والكاميرا الثانية لا تعمل كما يجب، وكانت الكهرباء مقطوعة عن المنطقة الّتي كنّا بها، ففكّرنا بنقل المعدّات إلى منطقة أخرى بها كهرباء، وقرّرنا أن ينتقل أحدنا إلى الجبل ليغطّي الأحداث هناك ويبقى الآخر في بيروت، وهكذا ظللت في بيروت وانتقل زميلي إلى دمشق ثمّ إلى الجبل، وأخذ معه كاميرا وبعض الأفلام الخامّ المتوفّرة.

في مؤسّسة السينما الفلسطينيّة، تمّ استنفار ثمانية كوادر أساسيّة، واستنفر مصوّر ومساعد للعمل بكاميرا بسيطة للفيديو، وشارك الشباب بالمعدّات المتاحة. تجربتنا بالعمل أثناء المعارك قديمة، وفي حرب لبنان بالذات، سبق لنا وأن عملنا في ظروف كنّا مقطوعين فيها عن العالم، وكان أيضًا طريق الجبل مقطوعًا وطريق البحر كذلك، والمطار كان مغلقًا بين عامي 1975 و 1976. كان لا بدّ أن يكون الإعلام فاعلًا ومؤثّرًا يوميًّا مع المعركة، كنّا في منطقة مطوّقة ومقطوع عنها الكهرباء، وهذا معناه أنّنا لا نستطيع تحميض وطبع الأفلام السينمائيّة.

بالنسبة للفوتوغرافيا، أحضرنا مولّدات وأدرناها بالبنزين والمازوت، وقام الزملاء بتحميض الأفلام وطبعها، كانوا ينقلون المعدّات داخل المناطق التي بها الكهرباء. الفوتوغرافيا تحتاج إلى شحنة كهربائيّة قليلة، أمّا السينما فتحتاج إلى شحنة كبيرة، وبحاجة إلى تشغيل المعمل، ومعمل صامد لتحميض وطبع الأفلام السينمائيّة في منطقة القصف أيضًا، ومن المحتمل قصفه في أيّ لحظة، وأصبح العمل به مسألة خطيرة وهذه الظروف جميعها غير فعّالة في محصّلتها النهائيّة.

عندما كنّا في طشقند، كان من المفروض أن يحضر وفد رسميّ من أربعة أو خمسة أشخاص، ولكنّ الوفد تأخّر، فاختار عدد من أعضاء الوفود العربيّة ووفد معهد السينما الاتّحاديّ في موسكو بالتحديد، أن يقدّموا أنفسهم في المهرجان باعتبارهم أعضاء في الوفد الفلسطينيّ. كانوا فعّالين للغاية، وأبرزوا الوجود الفلسطينيّ في المهرجان، وارتدى معظمهم الحطّات الفلسطينيّة، وكانوا يجلسون إلى طاولة وفد المنظّمة، ولقد وصل عدد السينمائيين العرب الذين حضروا كأعضاء في وفود مختلفة، واختاروا أن يملثوا الوفد الفلسطينيّ الذي تأخّر عن الحضور إلى ثلاثة عشر شخصًا من السينمائيين العرب. ومع بداية الحرب، أثير السؤال الآتي: هل ينزل الجميع إلى لبنان؟ وكنّا نتساءل: ماذا سيفعلون؟ إنّنا جميعًا نعرف إمكانيّاتنا القليلة المتواضعة في مجال السينما، ويمكن بالكاد أن تعمل مجموعتا عمل بالمعدّات المتوفّرة لدينا.

هاني جوهريّة (1968)

لقد اعتاد المقاتلون على وجود وفود سينمائيّة بين حين وآخر من مختلف أنحاء العالم، وأعتقد أنّ تعايش المقاتل مع الكاميرا السينمائيّة ومع إعلامه وفيلمه المعبّر عن موقفه السياسيّ، قد جعله يعرف أنّ الكاميرا حتّى ولو كانت محايدة وليست متضامنة معه، ستنقل الواقع الذي لا يستطيع أحد أن يغيّره مهما حاول التلاعب، ولذلك فإنّه يعرف أنّ أيّ عمليّة تصوير سوف تخدمه إعلاميًّا، وحتّى المدنيين نساء وشيوخًا وأطفالًا قد تعوّدوا التصوير وتعبيره عن الحقيقة، على الرغم من أنّ الحقيقة لم تصوّر بكاملها حتّى الآن، ولذلك فإنّ الناس كانت تساعد المصوّرين لمعرفتهم المسبقة بأهمّية الفيلم السينمائيّ والتلفزيونيّ وأهمّية الأخبار الصحيحة، حتّى يقف العالم على حقيقة ما يحدث في لبنان، لقد كان الناس بأنفسهم يطالبون بنقل الحقيقة، لأنّهم يعرفون أنّ إسرائيل تضلّل العالم إعلاميًّا، وتقدّم صورة اليهوديّ المسكين المشرّد الذي لا ملجأ له، والذي يرغب في العيش بسلام في المنطقة.

في اعتقادي أنّ السينما الفلسطينيّة غير موجودة، ولكن يوجد ما يمكن تسميته بالفيلم التسجيليّ الفلسطينيّ في إطار منظّمة التحرير، وعندما نتحدّث عن السينما الفلسطينيّة، فيجب أن تكون كلّ الأنواع السينمائيّة موظّفة في المعركة، ولكنّنا كنّا مقصّرين ومتخلّفين حتّى عن عطاء شعبنما بحكم عوامل كثيرة، مثل نقص في المعدات، نقص الكوادر وظروف الحروب، عمر الثورة الآن ثمانية عشر عامًا، خضنا خلالها ستّة حروب، ولم يتوقّف العمل العسكريّ، وكان على الكاميرا أن تستطلع وتشارك في العمل العسكريّ، وكان عليها أن تصوّر وتغطّي إعلاميًّا بصورة مستمرّة، يمكننا أن نُعِدّ عشرة آلاف جنديّ في ثلاثة أشهر، ويمكن إعدادهم كمقاتلين بالأسلحة الخفيفة وسلاح المدفعيّة والمدرّعات في تسعة أشهر، وفي خمسة أعوام، يمكن إعداد طبيب، أمّا إعداد سينمائيّ قادر على أن يصنع فيلمًا، سينمائيّ شامل يمكنه أن يصوّر فيلمًا ويخرجه ويقوم بمونتاجه فهذا أمر شاقّ وصعب للغاية، وبالإضافة إلى نقص الكادر السينمائيّ، فقد فقدت مؤسّسات السينما الفلسطينيّة عددًا من خيرة كوادرها، استشهدوا على جبهات القتال، بالإضافة إلى إصابة عدد كبير منهم بجراح. لم نستطع القيام بكلّ المهام المنوطة بنا، ونعاني من نقص واضح في الكادر السينمائيّ الذي يمكن أن يعمل في الظروف القاسية التي تعمل خلالها ولا تنسى أيضًا الظروف الماديّة القاسية التي لا تسمح لنا بالحركة أكثر.

جان شمعون وسمير نمر

صوّرنا في بيروت في حدود 41 ساعة، بالإضافة إلى عرض 183 موضوعًا من خلال شبكات التلفزة، وقد قام قسم الفيديو بتغطية عدد من الجوانب، وإن كانت تغطية محدودة، ويرجع ذلك إلى أنّ المعدّات المستخدمة كانت دون المستوى المطلوب، ولكنّ هذه التغطية ساهمت بنصيب في الأرشيف المتوفّر لدى منظّمة التحرير، وهو أرشيف صالح للاستعمال والتوظيف في حدود 40 ساعة من الأفلام السينمائيّة، ومن أهداف المنظّمة المعلنة، أن تقدّم أرشيفها لكلّ السينمائيّين الراغبين في الاستفادة منه، سواء كانوا عربًا أم أجانب، وهو ما قمنا به دائمًا من قبل، ولقد قدّم هذا الأرشيف لجهات سينمائيّة متعدّدة من بينها مجموعة سينمائيّة في مصر، أخذت على عاتقها مهمّة صنع أفلام عن القضيّة الفلسطينيّة.

أريد أن أقول إنّ السينمائيين العرب لم يقوموا بعد بدورهم في صنع الفيلم العربيّ المشرّف، هذا أوّلًا، وثانيًا، فإنّ السينمائيين العرب لم يقدّموا شيئًا بعد لأهمّ قضيّة قوميّة متّفق عليها وهي القضيّة الفلسطينيّة. قُدّمت أفلام عن القضيّة الفلسطينيّة، كان الغرض من بعضها تجاريًّا بحتًا، والبعض الآخر محاولات فقيرة متعثّرة كانت بحاجة إلى الدعم والجهد، ولم يكن بإمكاننا توفير إمكانيّات أفضل لها، إنّني أقول إنّه قد حان الوقت بالنسبة لنا نحن السينمائيين العرب لأن نفكّر كيف نوحّد جهودنا وكيف نستطيع أن نصنع خططًا وبرامج كي نستفيد من طاقاتنا وخبراتنا، وأن نتبادلها لنستطيع استخدام الفيلم السينمائيّ، ونوظّفه من أجل قضايانا.

لسنا قاصرين، أفلامنا تعرض في أماكن كثيرة من العالم، وهي جيّدة من الناحية التقنيّة، ولكن ما يعنينا أساسًا هو أن تكون على مستوى المعركة، علينا أن نطوّر أنفسنا ونتطوّر أيضًا بالعمل مع الآخرين من خلال ممارسة العمل السينمائيّ المشترك، ولكن في الحقيقة، السينمائيّ العربيّ لم يشارك حتّى الآن في خدمة القضيّة الفلسطينيّة بشكل منظّم أو مخطّط. خدمة القضيّة ليست فقط في أن نصنع أفلامًا عن فلسطين، ولكن أن نصنع أفلامًا جيّدة عن مشاكل الحياة في مجتمعاتنا العربيّة التي تعاني آلاف المشاكل، لأنّ مشكلتنا مع العدوّ الصهيونيّ ليست معركة عسكريّة فحسب، ولكنّها أيضًا صراع حضاريّ بيننا وبينهم.

 

 


عَمار: رحلة تُقدّمها فُسُحَة - ثقافيّة فلسطينيّة لقرّائها، للوقوف على الحياة الثقافيّة والإبداعيّة والاجتماعيّة الّتي شهدتها فلسطين في تاريخها المعاصر، من خلال الصحف والمجلّات والنشرات المتوفّرة في مختلف الأرشيفات.

 

 

التعليقات